سنقدم اليوم نبذة عن شاعر المقاومة الأول من الطراز الرفيع وهي نبذة مختصرة عن حياته واهم أعماله و مماته
ودرويش هو أحد أهم الشعراء الذين كانوا صوت القضية الفلسطينية في العالم، وأحد أهم الشعراء الذين ساهموا في بناء الشعر العربي الحديث.
حياته
ولد 13 مارس 1941 في قرية البروة من أراضي 48 والتي دمرتها إسرائيل عام 1948 لتبنى في مكانها قرية زراعية يهودية باسم احي هود. وبعد النكبة لجأت عائلته لجنوب لبنان ثم عاد متخفيا بعد سنة مع عائلته إلى فلسطين، ليبقى فترة قصيرة في قرية دير الأسد في الجليل قبل أن تستقر العائلة في قرية الجديدة المجاورة لمسقط رأسه.
وتنقل درويش بين قرى الجليل لدراسته الإعدادية والثانوية، ثم استقر في مدينة حيفا حيث التحق بالحزب الشيوعي الذي كان يضم يهودا وعربا.
عمل درويش في صحيفة الاتحاد ومجلة الجديد التابعتين للحزب الشيوعي في مدينة حيفا. وفي هذه الفترة بدأ ينظم الشعر، وعرف في فلسطين بأنه "شاعر المقاومة".
وقد تعرض درويش لملاحقات أمنية إسرائيلية وسجن ثلاث مرات "1961 و1965 و1967" ثم فرضت عليه إقامة جبرية بسبب تصريحاته ونشاطاته السياسية.
محمود درويش وياسر عرفات
وكان الأول بين مجموعة من الشعراء الذين كتبوا من داخل إسرائيل عندما كانت رئيسة الحكومة في تلك الفترة جولدا مائير تقول علنا "ليس هناك فلسطينيون".
وعام 1972، غادر حيفا لمصر حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية ومنها انتقل لبيروت. وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان وخروج المقاتلين الفلسطينيين عام 1982، توجه للقاهرة ومنها لتونس ثم باريس.
وعام 1993 استقال درويش من عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجا على اتفاق أوسلو، معتبرا أنه "ليس عادلا لأنه لا يوفر الحد الأدنى من إحساس الفلسطيني بامتلاك هويته".
شاعر المقاومة
أثناء تسلمه جائزة الشعر العربي بالقاهرة
حصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها: جائزة لويس عام 1969، جائزة البحر المتوسط عام 1980، درع الثورة الفلسطينية عام 1981، لوحة أوروبا للشعر عام 1981، جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982، جائزة لينين في الاتحاد السوفيتي عام 1983، جائزة الشعر العربي 2007 بالقاهرة.
أما أبرز مؤلفتاته فهي: عصافير بلا أجنحة، أوراق الزيتون، عاشق من فلسطين، آخر الليل، مطر ناعم في خريف بعيد، يوميات الحزن العادي، يوميات جرح فلسطيني، حبيبتي تنهض من نومها، محاولة رقم 7، أحبك أو لا أحبك، مديح الظل العالي، هي أغنية.. هي أغنية، لا تعتذر عما فعلت، عرائس، العصافير تموت في الجليل، تلك صوتها وهذا انتحار العاشق، حصار لمدائح البحر، شيء عن الوطن، ذاكرة للنسيان، وداعا أيتها الحرب وداعا أيها السلم، كزهر اللوز أو أبعد، في حضرة الغياب، لماذا تركت الحصان وحيدا؟، بطاقة هوية.و لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي و هوأخر ديوان تصدره مؤسسة رياض الريسي للنشر كما هو معلوم للجميع فأن موسسة رياض الريسي لها الحق الحصري لنشر أعمال محمود درويش
ين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل، وأقام في باريس قبل عودته إلى وطنه، حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه، وقد سمح له بذلك.
محمود درويش... في حضرة الغياب
رحل عنا محمود درويش يوم السبت 9 آب 2008 بعد 67 عاما من حياة دأب ينتقل فيها من قمة إلى أخرى أعلى منها، دون كلل أو ملل. كان إنسانا جميلا، قبل أن يكون متنبي عصرنا الحديث، يرى ما لا نراه، في الحياة والسياسة وحتى في الناس، ويعبر عن كل هذه الأمور بلغة وكأنها وجدت ليكتبها. وحين قرر أن يخوض غمار هذه العملية الجراحية الأخيرة اعتقدنا أنه سيهزم الموت، كما هزمه في مرات سابقة، لكنه، بعينه الثاقبة، رأى على ما يبدو شبحه "قادما من بعيد".
أراد أن يفاجئ الموت بدلا من أن يفاجئه الأخير بانفجار "القنبلة الموقوتة" التي كانت عبارة عن شريانه المعطوب. كان مستعدا كعادته، وتركنا نحن وراءه كي "نربي الأمل".