" مناجاة الشاعر لابنه ، واستحالة العزاء عنه"
8 - محمد ما شيء توهم ســلوة *** لقلبي إلا زاد قلبي من الوجـــد
9 - أرى أخـويْكَ البـاقيين كليهما *** يكونانِ للأحـزانِ أورَى من الزنْدِ
10- إذا لَعـِبا في ملعبٍ لكَ لذَّعــا *** فؤادِي بمثلِ النارِ من غيرِ ما قصْدِ
11- وأنتَ وإنْ أُفردتَ في دارِ وحْشةٍ *** فإني بدارِ الأنسِ في وحْشةِ الفـرْدِ
اللغويات :
(
مُحمَّد: ابنه يناديه - تُوهِّم: ظُنَّ - سَلْوة : عزاء ، صبر - الوْجدُ: شدة الحزن و اللوعة × سرور
(9) أورَى: أكثر إشتعالاً × أخمد- الزَّندُ: حديدة تضرب بحجر صلب فتنقدح النار ج زِناد ، أَزْنُد ، أَزْناد.
(10) لذَّعا: أوجعا ,احرقا - فؤادي: قلبي ج أفئدة - قصد : تعمُّد × صدفة .
(11) أُفردتَ: تركت وحيدا في قبرك - دارُ وحْشةٍ: أرض خالية موحشة و المراد : القبر - دارُ الأُنْسِ : أي الدنيا التي يأنس بها الناس - الفرد : الوحيد .
ÿ الشرح :
(
ثم يتحدث الشاعر إلى ابنه قائلا : ليس هناك شيء يا محمد يخفف حزني عليك فما يتوهمه الناس - خطأ - من أنه يخفف من حزني عليك لا يزيدني إلا ألما وحزنا على فقدك .
(9) فكلما شاهدت أخويك الباقيين تذكرتك فتشتعل نار الأحزان و الحسرة في نفسي .
(10) وإذا لعب أخواك في مكان كنت تلعب فيه أحرقا فؤادي بنار اللوعة دون قصد ؛ لأنهما يذكراني بك .
(11) وإنك يا محمد إن كنت تشعر بالوحشة في قبرك الموحش فأنا أشعر بالوحشة وأنا في الدنيا بين الناس .
س1 : يربط الشاعر بين ابنه الفقيد وبين أخويه الحبيبين . فما العلاقة ؟
جـ : العلاقة بينهم حبه لكل منهم فلعب الأخوين الباقيين في ملعبه يذكره به ويحرك الذكرى المؤلمة بفقده فهما يزيدان من أحزانه .
س2 : ساوي الشاعر بينه وبين ابنه الفقيد . وضح ، ثم عين البيت المعبر عن ذلك.
جـ : بالفعل فإذا كان الابن وحيدا في قبره يشعر بالوحشة ، فشاعرنا في هذه الدنيا المليئة بالبشر يشعر أيضا بالوحشة والوحدة فكلاهما وحيد .
- البيت : [ وأنتَ وإنْ أُفردتَ في دارِ وحْشةٍ فإني بدارِ الأنسِ في وحْشةِ الفرْدِ]
ÿالتذوق :
ÿالألفاظ :
ÿ (تُوُهِّم) : الفعل يدل على خطأ هذا الوهم ، وبناؤه للمجهول يدل على عدم اهتمامه بهؤلاء الواهمين .
ÿ (لذَّعَا) : تشديد (لذَّعَا) يدل على كثرة الآلام وقسوة المعاناة.
ÿالأساليب :
ÿ (ماشيءٌ توهمَ سلوةً إلا زادَ قلبي من الوجد) : أسلوب قصر وسيلته النفي (ما) والاستثناء (إلا) وهو يفيد التوكيد وتخصيص الحكم.
ÿ (محمد) : أسلوب إنشائي / نداء غرضه : التحسر ، وحذفت أداته للدلالة على قربه من نفسه.
ÿ (أرى أخويْكَ الباقيَينِ كِليْهما) : أسلوب خبري يفيد التجدد باستخدام المضارع (أرى) وفيه توكيد معنوي بـ(كليهما) ، ليدل على أنهما معا لا يكفيان للعزاء بل يزيدان في الحزن .
ÿ من وسائل التوكيد (فإني بدارِ الأنسِ في وحْشةِ الفـرْدِ) ففي البيت مساواة بين الأب الحي والابن الميت في الشعور بالوحشة والانفراد .
ÿالمحسنات البديعية :
ÿ (وحشة - الأنس) : طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد.
ÿالصور الخيالية :
ÿ (يكونان للأحزانِ أورَى من الزنْدِ) : تشبيه لهما في إثارة الأحزان بالزند في إشعال النار ، وسر جماله التوضيح والإيحاء بشدة الحزن والألم.
ÿ (لذَعَا فؤادي بمثِل النِار) : تشبيه للحزن الذي يؤلم فؤاده ويحرقه بالنار وسر جماله التجسيم ، ويوحي بشدة الحزن .
ÿ (دار وحْشَةٍ) : كناية عن القبر .
ÿ (دار الأنسِ) : كناية عن الدنيا و الحياة .